الموضوع : السؤال المشكل
قيل : " إنّ الفلسفة هي المعرفة الموحدة توحيدا كليا ، في حين أن العلم هو المعرفة الموحدة توحيدا جزئيا."
قارن بين هذين المفهومين ، مرتبا مواطن الاختلاف ومواطن الاتفاق ترتيبا يتماشى مع طبيعة المشكلة .
طرح المشكلة :
اتفق على أن الفلسفة هي المعرفة الموحدة توحيدا كليا ، في حين أن العلم هو المعرفة الموحدة توحيدا جزئيا .فهل هذا الاختلاف يعني بالضرورة إنهما منفصلين ؟ و كيف أمكن لآنتاجين ولدهما الفكر الفلسفي كما هو الشأن بالنسبة للفلسفة و العلم أن ينقطع حبل الوصال بينهم . دون أن يكفا مع ذلك عن الحوار و لا عن الارتقاء ؟
محاولة حل المشكلة :
أوجه الاختلاف :
من حيث الموضوع: العلم، موضوعه حسي"الأشياء"؛ الفلسفة، نظري تأملي "المفاهيم“
من حيث المنهج: العلم، منهجه التجربة؛ الفلسفة، منهجها النظر العقلي " التأمل "
من حيث النتائج: حقائق العلم يقينية ؛ تتميز الفلسفة بعدم اليقين
من حيث الأهداف: العلم يهدف إلى اكتشاف القوانين الطبيعية و تسخيرها لأغراض نفعية و معرفية، بينما الفلسفة بحث حر يسعى إلى المعرفة عن طريق ممارسة الشك المنهجي.
أوجه التشابه :
- إن انفصالهما ليس تقابلا لأنه ، كان دائما بين الفلسفة و العلم علاقة حميمة ، فهما يلتقيان في مسألة الأسس المعرفية .و النتائج فيهما لا يمكن استخلاصها تحت تأثير الأهواء و الغرائز, و إنما تستخلص بطرق معقولة وفقا لقواعد المنطق؛
- يشتركان في خصال ذهنية و أخرى أخلاقية هي ، خصال الروح العلمية
مواطن التداخل
إننا نجد في الوصل بينهما ما قد ينبه العلم لنفسه على واجهة النقد ، و ما يمكّن العلم من أن يجدد ذاته و علاقته بالحقيقة ، فيلتقي مجددا بموضوع الفلسفة حبا للمعرفة و حبا للعقل و انتصارا له .
و ما يعيد للفلسفة اعتبارها ، إنها وجدت اليوم في العلم موضوعا جديدا (الابستومولوجيا). يقول باشلار "العلم أنجب الفلسفة "
حل المشكلة
تكمن المفارقة في إشكالية العلاقة بين العلم و الفلسفة في إنهما يختلفان ظاهريا، إلا إنهما في الواقع – و إن كانا منفصلين غير متقابلين تجمعهما علاقة تكامل