من جدَّ وجد ومن زرع حصد ومن زرع المعروف حصد الشكر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافة عامة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقال الأساس الأخلاقي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
cherif
Admin



المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 11/06/2008
العمر : 59

مقال الأساس الأخلاقي Empty
مُساهمةموضوع: مقال الأساس الأخلاقي   مقال الأساس الأخلاقي Emptyالخميس يناير 22, 2009 5:48 am

هل العقل أساس كاف لبناء الحياة الأخلاقية ؟

المقدمة : تاريخ الفكر الأخلاقي غني بالمذاهب الأخلاقية المتعددة والمتباينة، التي تتعدد وتتغاير اتجاهات أصحابها، ومؤرخو هذه المذاهب غير متفقين على اتخاذ تصنيف واحد لهذه المذاهب. والواقع أن كل تصنيف لهذه المذاهب، والواقع ان كل تصنيف لهذه المذاهب يبقى مصطنعا الى حد بعيد ، ومع ذلك ، فانا نقول مع القائل (( كل تصنيف هو بمثابة رهان يرضينا )) ، وهذه المذاهب بحثت في القيمة الأخلاقية ، اما باعتبارها خيرا ، أو باعتبارها الزاما أخلاقيا، وطرحت مشكل الأساس هل هو معطى عقلي أم معطى يتعلق بالمصلحة ؟
التحليل:
السلوك الأخلاقي ضرب من السلوك الإنساني العام، دال على أن الإنسان كائن أخلاقي منذ أن وجدت الحياة الاجتماعية، يمارس الإنسان هذا السلوك بوحي من ضميره الخلقي ، وفي شكل عادات أخلاقية يصنعها مجتمع معين .
وأخلاق الناس تبدو في مظهرين مظهر داخلي فردي ، ومظهر خارجي اجتماعي : فما يتسم به سلوك الفرد من صفات وأفكار وعواطف وأحكام يوحي بها الضمير الخلقي تسمى الأخلاقية. وما يمارسه أفراد مجتمع معين ، في عصر معين ، من قواعد جمعية يلزم بها المجتمع أفراده ، تسمى العادات الأخلاقية .
وإذا كانت أخلاقية الفرد تتصف بالوعي والحرية والرغبة في العمل الأخلاقي وطلب الغاية منه ، فإن العادات الأخلاقية لمجتمع من المجتمعات تتصف بالتطور النسبي ، وبالإكراه الأخلاقي الممارس على الأفراد ، لكن هذا لايمنع من وجود علاقة بين الأخلاقية والعادات الأ خلاقية . فثمة تأثير متبادل بين الفرد والمجتمع، وتكامل بين اخلاقيات الأفراد وعادات المجتمع الأخلاقية، ينتج عن هذه العلاقة وجود أخلاق عملية خاصة لدى شعب من الشعوب ، تمتاز بالإلزام والعفوية والثبات النسبي ، تقابلها الأخلاق النظرية التي يعني بها الفلاسفة الاخلاقيون ، قصد التفلسف في الأخلاق العملية ، وبيان أساس قواعدها.
من بين الإشكالات الأخلاقية في الفلسفة الخلقية أساسها ونعني به القاعدة العامة التي تكمن وراء التصور الواحد للقيم الأخلاقية وهذه الدراسات تحمل بعدا ميتافيزيقيا مجردا
هل العقل أساس كاف لبناء الحياة الأخلاقية ؟


يرى كانت أن الأخلاق تقوم على العقل و تتخذ الواجب كغاية في ذاته و موضوعا لها لان هذا واجب عقلي و صادر من إنسان عاقل يصنع القيم الأخلاقية و يوجه سلوكه و ميوله بإرادته الحرة ففي نظر كانت أن العقل يقوم بوظيفتين الأولى نظرية في المجال المعرفي و الثانية عملية في مجال العمل الأخلاقي و هذه الوظيفة العملية خاصة بما سماه كانت العقل العملي بدلا من الضمير الأخلاقي و من هنا صنف كانت العقل العملي إلى صنفين هما : عقل عملي بمعنى الصحيح الذي يحقق للفرد منفعته أو سعادته إذا توفرت لذلك أسباب و شروط و يمكن ضرب مثال مثل التاجر الذي يؤثر على زبائنه بواسطة الإعلانات التجارية فيسعى بذلك إلى اتخاذ وسيلة عملية تنفعه في ترويج بضاعته أما الصنف الثاني الذي صنفه كانت فهو العقل المحض الذي يحقق للفرد الواجب على انه واجب من غير الاستناد في ذلك إلى معطيات التجربة أو سعيا وراء منفعة أو سعادة مثل قول الشخص الحق و لو على نفسه .فالعقل المحض ينص على ضرورة إطاعة الواجب في ذاته ففي الواقع في نظر كانت أن هذا العقل هو الضمير الأخلاقي في زيه العقلي كما انه أسمى من العقل العملي من الناحية الأخلاقية و من هنا نستكشف أن العقل العملي يقوم بدور كبير في مجال الميتافيزيقيا ففي نظر كانت أن العقل العملي عاجز عن الجواب على الأسئلة مثل ما الحرية ؟ و ما الروح ؟ هل يوجد الله ؟ فالفعل العملي حيث يصدر أوامر قطعية أخلاقية لابد له من التسليم بدلالات حقائق ميتافيزيقية و هذه الحقائق أو مسلمات هي الحرية - خلود النفس و وجود الله و منهما استنتج كانت أن الفاعل الأخلاقي ليس بحاجة إلى معرفة هذه الحقائق و لكنه بحاجة إلى التسليم بها للقيام بالواجب طالما أن القيم الأخلاقية صادرة من العقل العملي المحض.
اعتبر كانت أن القيم الأخلاقية تستند إلى مبدأ وحيد هو الإرادة الطيبة مستقلة عن غاية خارجة عنها لكن هذه الإرادة سوى النية الأخلاقية التي هي نية الشخص القيام بواجبه فحيث تنعدم النية الاخلاقية فان الفعل يفقد كل صفة اخلاقية و يصبح مجرد سلوك و من هنا جعل كانت فلسفته الأخلاقية متصفة بالشكلية و الصورية يعني هذا ان القيمة الأخلاقية الحقيقية لا تتبع مادة العمل الأخلاقي بل تتبع شكله فقط و هكذا فان مادة العمل الأخلاقي هي ما يفعل الشخص أو ما يعتقد أن من واجبه فعله مثل اعتقاد المدين بوجوب دفع دينه هذا من جهة أما العمل الأخلاقي فانه يتجلى في نية الفاعل الأخلاقي. فالقيمة الأخلاقية لا تتركز في الخير بجميع أشكاله و إنما في الفاعل الأخلاقي كشخص و مهم في نظر كانت هو توفير النية الصالحة للقيام بالواجب من الواجب و التقيد بالقانون الأخلاقي.أما المنفعة او السعادة فليست المكافأة للإرادة الطيبة التي تحصل أو لاتحصل و الأمر الهام هو احترام القانون الأخلاقي الذي يمليه العقل و إطاعة الواجب بأنه واجب و قد مدنا كانت بثلاث قواعد مهمة هي قاعدة التعميم و قاعدة الغائية و قاعدة الاستقلال الذاتي هذه القواعد منبثقة من مبدأ وهو [ اعمل لتطبيق الواجب لذاته و ليوافق عملك القانون الأخلاقي ]

لقد إختلف فلاسفة أخلاق المنفعة في نوعيتها ولكنهم إتفقو جميعا على أن الطبيعة البشرية بميولها وأهوائها هي الأساس الوحيد الذي تبنى عليه القيم الأخلاقية كما أنهم متفقون أيضا في أن القيم الأخلاقية إحسان ووفاء وواجب التي لاتكون خيرة إلا إذا تحقق من القيام بها لكي تحقق له منفعة أو السعادة ومن بين الفلاسفة الذين عالجو هذا الموقف أبيقو ر جريمي بنتام وجون ستوارت ميل.


الذي يرى أن اللذة تنشد بدافع غريزي وبحاجة سيكولوجية –بيولوجية فطرية كما رأى أن للذة الحقيقية التي تبقى أوتدوم لفترة طويلة وتخلو من جميع أنواع الألم والخوف غير أن الحكيم الأبيقوري تكفيه نوع من اللذات الطبيعية الضرورية التي تحفظ كحياد الفرد وألا تخضع اللذات الطبيعية غير الضرورية مثل اللذة الجنسية فالحياة عند أبيقور هي أن يعيش الحكيم في السلام الروحي الخالي من الألم والخوف مستغنيا عن اللذات الجنسية والشهرة والمجد والترف راضيا بالقليل من الخبز والماء مع بعض الأصدقاء.
استطاع الفيلسوف الإنجليزي بنتام 1748/1832أن يوسع مفهوم اللذة عند الأبيقورية مهتما بالوسائل المؤدية إلى اللذة كما وضع بنتام النفعية في الوقت الذي كان فيه الاقتصاد الليبرالي سائدا وكانت الفيزياء متقدمة وكان المذهب الترابطي القائل بترابط الإحساسات بالمعاني شائعا فا ستنتج بنتام من هذه التيارات مذهبا أخلاقيا قائم على المنفعة أو اللذة فاعتبر أن الإنسان أناني بالفطرة ويبحث دائما على منفعته الخاصة قبل كل شيء كما اعتبر أن السعيد من يحقق المنفعة باستعمال ذكائه ومهاراته لينال أكبر عدد من المنافع ويحقق سعادة أعظم.وفي رأي بنتام أن فلاسفة الأخلاق مخطئون إذ أرجعوا الأخلاق إلى الإلزام والواجب بدلا من إرجاعه إلىماالإنسان من ميول وأهواء ورغبات ففي نظره الطبيعة البشرية هي إلي توجه السلوك الأخلاقي فيوضح لنا هذا من خلال توظيفه لمثال مثل إحساني للمعوزين يكسب مشروعيته بما يترتب عنه من منفعة لي كما رأى بنتام أن مبدأ لأخلاق الوحيد الذي شبهه بقانون الجاذبية في الفيزياء ويدعو بنتام الرجل الشريف إلى حساب منفعته قبل أن يقوم بأي عمل وهنا يمدنا بنتام بعلم رياضي لقياس كميات اللذات المتجانسة بمراعاة سبعة العوامل::الشدة :قياس اللذة من حيث قوتها أوضعفها . 2)المدة:حساب مدة اللذة زمنيا.3)التيقن:أي أن الفعل الذي يحقق لذة اليوم أفضل من فعل آخر يحققها غدا.4)القرب:أي اللذة الراهنة أفضل من المقبلة.5)الخصب :أي اللذة التي تنتج لذات أخرى.6)الصفاء:خلو اللذة من الألم.7)الامتداد:زيادة عدد الأفراد الذين يتمتعون باللذة .أما اللذات الغير متجانسة مثل القراءة مع لذة للرياضة لايمكن حساب كميتها.وتعتبر نفعية جون ستيوارت ميل (1806-1873)امتدادا لنفعية بنتام فهما معا يريان أن غاية الخلاق هي تحقيق أكبر قدر من العادة لأكبر عدد ممكن من الناس إلا أن جون ستيوارت ميل يصحح نفعية جريمي بنتام في ثلاث مواقف.أولا:أن تقدير اللذات لا يعود إلى طابعها بل إلى مشهورة الناس الفضلاء الذين يعرفون بتجاربهم الشخصية قيمة اللذات.ثانيا:لابد من مراعاة كيفية اللذات بجانب كميتها.فأخلاق المنفعة و اللذة تلجا إلى التجربة هذه الأخيرة تبين ما هو كائن و أحكامها أحكام وجود و من هنا رفض كانت إقامة الأخلاق على الخير في جميع أشكاله الميتافيزيقية التي تؤدي حسبه إلى النجاح و الفوز و السعادة و الغيرة و المنفعة.
الخاتمة:
الانسان كائن أخلاقي لايمكنه تجاوز فطرته الأخلاقية فهو يضفي على جميع السلوكات وحتى الأشياء الطابع الأخلاقي فهو يصف الحصان بالنبل والكلب بالوفاء والثعلب بالمكر والغدر، وهذه كلها صفات أخلاقية.. وفلسفة الأخلاق وتضاربها دليل على صعوبة تأسيس الأخلاق على قاعدة واحدة ولذ يمكن القول مع شوبنهاور أنه من السهل أن ندعوا الى أخلاق ولكن يصعب وضع أساس لها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elmahad.yoo7.com
 
مقال الأساس الأخلاقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
من جدَّ وجد ومن زرع حصد ومن زرع المعروف حصد الشكر :: شعبة آداب وعلوم إنسانية-
انتقل الى: